من عليائي أرى أرضاً مترامية الأطراف, كالصحراء هي, ولكن ليس فيها ما يشبه الصحراء, ليست من الرمال, وليست من الصخور, تتغير بنيتها على الدوام, فلا تستقر على حال, ولكن على العموم, ليس هذا ما يَهُمني الآن, فلأخرج نفسي من هذه الورطة أولاً.
ما الذي أوصلني إلى هنا؟ أجد نفسي واقفاً على حافة سور, وما السور كله إلا حافة تتسع فقط للوقوف بقلق على خط رفيع عرضه بعرض الأحجار المكونة للسور, والغريب, أن هذا السور لا يحيط بأي بناء, وإذا أردت الدقة, فلأصفه بالحائط, ولكن مرة أخرى, لأي بناء هذا الحائط؟
أنظر من حولي محاذراً من السقوط, يرتجف فكاي هلعاً من فكرة الوقوع, ويفزعني وجودي على هذا الإرتفاع الشاهق أصلاً, أكره المرتفعات, فما الذي أوصلني لهنا؟
بعد أن يئستُ من إيجاد حل للنزول لا تُدَقُّ فيه عنقي, تذكرت كيف كانت قفزاتي في هذه الفيافي المحيطة, قفزات عالية, طويلة, قوية, تبعث في روحي نشوة التحليق عالياً, والخوف من السقوط المفاجئ, وأذكر أن استمتاعي بها كان يزداد كلما علوت, مع أنني كنت كالمشلول على الأرض, أتحرك بصعوبة, وتبدو هيئتي كمن قُدَّ من حجر, فإذا بالحجر يستحيل سحاباً حين أفقد اتصالي بالأرض
أفيق من خواطري لأجدني ما زلت في موضعي, لا يبدو لهذا الوضع من نهاية, هل هذا حلم؟
إذا كان حلماً فلأجرب أن أستيقظ إذاً
محاولة, والأخرى, أجدني أفتح عيناي بصعوبة, جسدي المنهك متدثر بغطاء ثقيل يبعث فيه الدفء, ويطمئن قلبي حين أجدني فوق سريري, وأدرك أنه ما كان إلا حلماً آخر.
انت كنت فين؟
ReplyDeleteمتشكرة اوي اوي انك عرفتني طريق مدونتك
:)
لغتك قوية واسلوب سردك منظم وممتع
وأفكارك لها خصوصية رائعة..
معجبة بمدونتك جدا
انتظرني كتيـــــــر
تحياتي
:)
بجد أعجزتيني عن الكلام
ReplyDeleteأحلى تعليق سمعته عن حاجة أنا كتبتها, إن ما كانش هو الأول
متشكر جداً وأتمنى إن أكون حاجة من اللي انتي قلتي عليهم دول