Monday, December 22, 2008

عزازيل وأنا

بعد فترة إنقطاع طويلة عن قراءة ما هو جديد في ساحة الأدب والرواية, سعدت مؤخراً بإقتناء إحدى نسخ الطبعة الرابعة من رواية "يوسف زيدان" والمعنونة بـ "عزازيل"..

للصراحة, ما جذبني نحو الرواية هي الضجة التي أثيرت حولها, وثورة الكنيسة القبطية على كاتبها, فرغبت في معرفة أسباب الثورة, كما أن عنوان الرواية أثار شغفي, فأنا دوماً ما تستهويني الأسماء الغريبة, ولم يدر بخاطري قط أن يكون هذا الإسم هو أحد ألقاب الكائن الذي تعددت أسمائه في العديد من الثقافات والحضارات, وإن اتفقن جميعاً على المسمى, ألا وهو "إبليس".

أقول استمعت بقراءة الرواية, فبجانب الأسلوب الأدبي الجميل, توضحت لي العديد من الحقائق المبهمة, التي كانت لي دوماً محل شك في الأساطير التي قيلت وما زالت متداولة حول الدموية والبربرية التي تميز أصحاب المصالح المدعين للتدين في جميع الأديان عموماً, ولا أتكلم هنا عن المسيحية فقط.

قام يوسف زيدان بعرض وقائع الحياة القلقة التي عاشتها دول الشرق في هذه الفترة المشؤومة من حياة البشرية, حيث كان صوت العقل أضعف من أن يسمع, وأحقر من أن يعتد به, وأنجس من أن يتقبله رجال الديانة الجديدة كمادة للنقاش الطاهر, فانطلقت أياديهم في طول البلاد وعرضها فساداً وتدميراً.

عرض "يوسف زيدان" أهم حوادث المنطقة في هذه الفترة من خلال شخصيته الخيالية "الراهب هيبا", المصري الأصل, ورحلته القلقة ما بين الأرض والسماء, والتي طاف فيها بالعديد من المناطق, وشهد بعينيه العديد من الحوادث التي جعلته دوماً في حيرة, أين الحقيقة في هذا العالم؟ أهي في الإيمان المطلق وما يستلزمه من اجتهادات وعذابات لكبح جماح رغباته المحرمة (بنظر الدين), أم التمتع بمباهج الدنيا التي خلقت له؟

إختيار الكاتب لجنسية "الراهب هيبا" كان لها أكبر الأثر في مصداقية الرواية, ولكن أولاً لنتفق على أن شخصية "هيبا" هي شخصية خيالية , وهو ما ألمح إليه الكاتب بدهاء في مقدمة الرواية, مع التأكيد بأن الأحداث حقيقية وما دور "هيبا" إلا الراوي لها.
لذلك كان أصل "هيبا" المصري, من أقصى الصعيد, حيث كانت مراكز العبادات الوثنية القديمة, وحيث شهد هو بنفسه التحول من الوثنية إلى المسيحية, وكيف تضرر هو شخصياً منها, وكيف أثرت الحوادث التي شهدها بنفسه في صغره على حياته مستقبلاً.
فخلال رحلته من صعيد مصر إلى الأسكندرية, وفي المحطات المتعددة التي توقف فيها للدراسة والإقامة,كان يستعرض التغيرات التي حدثت في الفكر المصري بعد دخول الديانة الجديدة -نسبياً- وكيف تفاعل معها الأهالي, ولعله أراد باستعراض هذه الحوادث البرهنة على أن الشعب المصري منذ القدم, متحمس دوماً لكل ما هو جديد, وأنه على استعداد لفعل أي شيئ في سبيل ما يؤمن به مسيريهم -زعمائهم- إذا أمروهم.

عندما وصل إلى الأسكندرية, كان هدفه هو طلب العلم من المدينة العظمى حينها, ولكنه صدم حين وجدها خراباً, تنعق في جوانبها غربان الجهل وأعداء التمدن بإسم الرب, ممثلة في أساقفها الدمويين, وشهد بنفسه إغتيال الفكر مجسداً في امرأة كان يكن لها كل المحبة والإجلال, فقط لأنها كانت تفكر.
وفي الأسكندرية, بدأت أيضاً صراعاته مع نفسه, حين أغوته الوثنية وعاش معها أياماً متمتعاً بكل ملذات الحياة, ولم تواته الشجاعة أن يخبرها بحقيقته لفترة, وكان من نصيبه الطرد والإذلال حين فعلها.

الرواية طويلة, وستعجز كلماتي عن الإحاطة بجميع نواحيها, وليس الهدف من كتابتي هذه عرض أحداثها, بل عرض ما استشففته منها وأدركته حين انتهيت من صفحاتها الممتعة.

الدين, أي دين, من الممكن وبسهوله أن يتحول لأداة حرب لا أداة سلام, طالما وجد من يستطيع تحريفه وطالما وجد من يؤمن به.
أقول هنا الإيمان به, وليس الإقتناع به, فحين قالها "هيبا" فقد صدق, "فلا علاقة للإيمان بالعقل, فحين ينطلق العقل في بحور الدين, يتحول حينها إلى فلسفة وفكر", وهو بالقطع مالا يريده المتربحون بالدين.

نازعتني العديد من الخواطر أثناء تجوالي في بحور الرواية, ولعل أكثرها تأثيراً كان بخصوص "عزازيل" نفسه.
فعزازيل في هذا النص ليس كياناً مستقلاً يوسوس لك كما اعتدت وآمنت منذ صغرك, بل هو أنت, أو بالأحرى, الجزء الآخر منك الذي يحرضك دوماً على الإنطلاق.

في وسط الحوارات العديدة التي دارت بين "هيبا" و"عزازيل" كان الآخير دائماً ما يصحح لـ"هيبا" فكرته الخاطئة عن أنه لا يتركه وشأنه, فهو -والكلام لعزازيل- موجود دائماً, وهو وإن ظهر, فهو يظهر لأن "هيبا" هو الذي يريد ذلك.

أجدني ميالاً بشدة إلى هذا التفسير للشيطان, بعيداً عن الوهم القائل بأنه كيان آخر يعيث فساداً بيننا ويحرضنا أبداً على ما ندعوه بالمحرمات, فلا أظن أن أي كائن مهما كان له هذه القدرة العجيبة على التواجد في كل مكان وزمان لإغواء البشرية أجمع.

عزازيل هو الجموح بداخلنا, هو رغبتنا الدائمة لفعل مالا يريدنا الآخرين فعله, هو رغباتنا المكبوتة التي ترغب في التحرر كلما سنحت لها الفرصة, هو أيضاً الأداة التي نستطيع بها تعذيب ذواتنا.

عزازيل هو نحن, ونحن عزازيل, يعيش فينا وهو جزء دائم من وجودنا, وإن كنا قد اخترعنا له كياناً, فهو لتعليق أخطائنا على غيرنا, وهي طبيعة بشرية قلما وجد من استطاع التخلص منها

Monday, November 17, 2008

هل العرب جهلة؟

قرأت للأستاذة "فاطمة ناعوت" مقالها في المصري اليوم, يوم الإثنين 17 نوفمبر 2008, ولشد ما أستمتع بقراءة مقالات هذا الكاتبة الرائعة, فماذا كتبت؟ وماذا كان ردي؟

هل الكتابةُ فنٌّ؟ طبعا، لكن ليس كثيرا. هل القراءةُ فنٌّ؟ أعظمُ الفنون وأمتعُها. ثمة قارئٌ يقرأ النصَّ، أدبيا كان أو فلسفيا أو علميا، فلا ينالُ إلا معلومةً هنا وفكرةً هناك. تلك قراءةُ الموتى.

وثمة قارئٌ يعرفُ كيف يجعلُ كلَّ كلمةٍ يقرأها مُلهِمةً وفاتحةَ دربٍ ومِفصلَ طريق. متعةً، لا عقليةً وروحيةً، بل فيزيقية أيضا. تلك قراءةُ الفنِّ، أو فنُّ القراءة. جرّبْ أن تقرأ وكأنك تتلصص على الكاتب وهو فى لحظة انتشاء عُليا.

فالكاتبُ حين يكتبُ قصيدةً أو قصةً أو حتى أطروحةً فلسفية، لا شك يكون فى لحظة نشوة. وأنتَ حين تقرأه تحصدُ متعتيْن، لا واحدة.

متعةُ إعمالِ العقل، ومتعةُ مراقبة إنسان يتمتع. كأنك تمسكُ مِشرطا وتُشرِّحُ مخَّه. لتتلصّصَ على خِزانته فتفتحَ أدراجها السريّةَ وتختلسَ النظرَ لأشيائه.

أىّ متعة! أحيانا تفوقُ المتعةُ مقدرتَك على تحمّلها، فتترك الكتابَ وتنهض لتتمشى فى الغرفة حتى تتزن، ثم تعاود القراءة. لا شك الأمرُ يعتمد بالأساس على المادة المكتوبة وعلى كاتبها، فبعضُ إبداع كافكا وزوسكيند وبودلير وفوكنر، وحتى من الكلاسيكيين مثل بوشكين وتشيكوف، تجعلك تتوقف عدة مرات أثناء القراءة وتنظر إلى السقف حتى توقفَ سيلَ المتعة التى تضربك من هنا وهناك، وأنت غيرُ قادر على استيعابها بنفس سرعة ضربها لك! تتوقف.

لتمنحَ نفسك زمنا يسمح لعقلك بامتصاص الجمال واستقطاره قطرةً قطرة. قصصُ إبراهيم أصلان، حتى القصيرة منها، لم أقدر أبدا على قراءتها دفعةً واحدة. لابد أن أنهض مرةً أو مرتين لألتقط أنفاسى دقائقَ وأمرّر الوقت فى أشياءَ تافهةٍ، مثل عمل كوب شاى أو النظر من الشرفة أو حتى تأمل كفّ يدى فى بلاهة. ليس صحيحا، كما يشاع، أن النصَّ الممتع يجعلك تركضُ فى القراءة وتلهثُ وراء الصفحات.

ربما ينطبق هذا على النصِّ المثير، وليس الممتع. مثل الروايات البوليسية أو تلك التى تتلاحق أحداثُها فى تتابع وتراكم حتى تصل إلى ذروة النص، ثم النهاية. أنت تقرأ سريعا لأنك تريد أن تعرف ماذا سيفعل البطل، وليس لأن النصَّ جميلٌ فنيًّا.

ذاك أن كثيرا من فرائد الأدب لا يحمل أى أحداث أو حبكة. رواياتُ فرجينيا وولف وجيمس جويس، ومسرحياتُ هارولد بنتر وصمويل بيكيت، وقصصُ أصلان لا تحملُ أحداثا، بل لقطاتٍ فريدةً ولحظاتٍ وجوديةً لا تتكرر. تحمل، كما يقول الشاعر، رائحةَ الوردةِ وليس الوردةَ، تحملُ ابتسامةَ الطفلِ، وليس الطفلَ، صوتَ خرير الماء، وليس الماء، تحمل الحُبَّ والحزنَ والفرح، وليس الحبيبَ والحزينَ والسعيد.

أى تحملُ أثرَ الشىء وظلَّه، وليس الشيءَ نفسه. هى نصوصٌ لا تجعلك تفهم، فليس هذا وظيفةَ النص الأدبى، بل هى تزيدك حيرةً وسؤالا وهَمًّا! ذلك هو إعجازُها. النقصُ والكمال معا.

الوجعُ واللذةُ معا؟ هل يجتمعان؟ نعم. شىء يشبه الضرسَ الموجوعَ الذى نضغط عليه ليزدادَ الوجعُ وتزداد اللذةُ بالوجع. يقول رولان بارت فى كتابه «لذة النص»: «إن فرنسيًّا من أصل اثنين لا يقرأ، وهذا يعنى أن نصف فرنسا محروم من لذة النص. لكن إحصاءات الأمم المتحدة تقول إن الفردَ العربىّ يقرأ «ربع صفحة» سنويا!!! يا إلهى! لماذا وكيف سمحنا لأنفسنا أن نضحى بلذّة كبرى اسمها «القراءة»؟

الرد

كيف للمواطن العربي أن يشعر بلذة القراءة إذا لم يتم إنشاءه على استشعارها؟؟

بداية معرفة المواطن العادي بالقراءة تبدأ في المدرسة, وهو ما سبب إنعدام الذوق وعدم القدرة على الإستمتاع.

بدءاً من نصوص تفتقر للجمال وحصر هدف القراءة بالحفظ فقط من أجل تفريغ ما تم حفظه على أوراق الإجابة في الإمتحانات العقيمة التي تتطلب إجابات ثابتة تحتمل الصواب والخطاً فقط بدون أي مراعاه للبعد الفني في النص, فتأتي الأسئلة على غرار, ما مرادف كذا, وما المقصود بكذا, وهي جميعها أسئلة الهدف منها قياس قدرة الطالب على الحفظ وليس على الفهم والتذوق.

النصوص -ولست أعني الشعر هنا- المقررة, قمة في الضعف ولعل من يتذكر ما درسناه منذ خمس أو سبع سنوات, يتذكر أنها جميعاً وبلا استثناء, نصوص تاريخية بحتة, والمعروف أن هدف الكتب التاريخية هو التأريخ وعرض الحقائق, مما يحصر القارئ في الحيز الضيق للوقائع والحقائق الغير قابلة لإختلاف التفسير.

من وجهة نظري, البداية ستكون عندما يتغير النص المقرر في المناهج ليعمل على تنبيه الفكر وشحذ الحواس وإطلاق العقل في المعاني المقصودة, ولن يتأتى ذلك بالنصوص التاريخية.

أذكر أنني حين درست قصة الكاتب الكبير يوسف إدريس, كانت ردود الفعل من زملائي تحمل الكثير من الإستهزاء, فما الغرض من روي قصة عن فتاة تحمل صاجات العجين وتنظر بعين يملؤها الحزن لصبية يلعبون؟

رد فعل طبيعي ممن اعتاد طوال حياته على أن تقدم له وقائع وحقائق, لا أحداث تحمل التأويل كلُ بحسب رؤيته.

وأتفق مع الأستاذ سعيد بأنه من قبل المدرسة, يمكن إدخال متعة القراءة في نفس الطفل عن طريق المجلات والقصص المصورة, فهي أول الطريق المؤدي إلى جنائن الأدب الكبرى, فلا نتوقع من الطفل أن يبدأ بقراءة الروايات والمسرحيات, وهذا هو واجب الآباء في هذه المرحلة.

القراءة لك يا سيدتي هي إحدى المتع القليلة المتبقية لي في هذا الزمن, فلا تحرمينا منها ولك مني وافر التقدير والإحترام

اللي حصل 2

اللى ما حصلش

راكب التاكس وقاعد برغى مع السواق بيشكيلى همه, ومرة واحدة لقيت واحد بيجرى من جنبى ومعاة شنطة حريمى واضح طبعا إنه سارقها..

رحت فاتح الباب وجريت وراه, وبعد ماقطع نفسى فى شوارع الزمالك قدرت امسكه وآخد منه الشنطة, وفضلت ماسكه لحدما الناس طلبت البوليس وسواق التاكسى الله يكرمه جه ورايا ومعاه الست صاحبة الشنطة, وجه البوليس وخدوا الواد وتوتة توتة خلصت الحدوتة.

اللى حصل

راكب التاكس وقاعد برغى مع السواق بيشكيلى همة, ومرة واحدة لقيت واحد بيجرى من جنبى ومعاة شنطة حريمى واضح طبعا انة سارقها..

على بال ما فهمت إنه سارق الشنطة كان بعد وأنا ما كانش فيا حيل أجرى, رحت عامل نفسي عبيط وكملت رغى مع السواق.


اللي ما حصلش

راكب المترو, وكالعادة, العربيات زي علب السردين, ورجالة على ستات وبنات وشباب..

أنا كنت قاعد من أول الخط, ولقيت واحدة ست كبيرة راكبة, رحت قايملها عشان تقعد, وقعدت واستريحت, راح كل الرجالة اللي قاعدين وقفوا وقعدوا كل الستات اللي واقفين, ومبقاش فيه ولا واحدة واقفة على رجليها في الزحمة.

اللي حصل

راكب المترو, وكالعادة, العربيات زي علب السردين, ورجالة على ستات وبنات وشباب..

أنا كنت قاعد من أول الخط, ولقيت واحدة ست كبيرة راكبة, رحت قايملها عشان تقعد, وقعدت واستريحت...

واحد قام من اللي قاعدين عشان ينزل, فجأة لقيت كذا واحد بيجري عشان يلحق المكان, واتنين اتخانقوا مع بعض على المكان, وكانت ليلة..

وأنا واقف بدعي ربنا تجيلهم مصيبة تاخدهم هم الجوز.

اللي ما حصلش

واقف على كورنيش المعادي, مستني حاجة تشيلني وتوديني حلوان, مرة واحدة لقيت عربية 128 بتقطع الطريق على عربية دايو, ونازل منها واحد ظابط وواحد صاحبه...

الظابط مسك صاحب الدايو وكان عايز ينزله من العربية, بس هو ما رضيش, حاول يكسر مراية الجنب, ما عرفش, راح ماسك المساحات ودغدغها..

راجل عجوز الله يكرمه, كان واقف وبيتفرج, مسك الظابط وهزأه وأداله درس في الأخلاق, الظابط هدي شوية, وقعد يفكر, وبعد كدة اعتذر لصاحب الدايو وإداله تمن المساحات اللي اتكسرت وكمل طريقه.

اللي حصل

واقف على كورنيش المعادي, مستني حاجة تشيلني وتوديني حلوان, مرة واحدة لقيت عربية 128 بتقطع الطريق على عربية دايو, ونازل منها واحد ظابط وواحد صاحبه...

الظابط مسك صاحب الدايو وكان عايز ينزله من العربية, بس هو ما رضيش, حاول يكسر مراية الجنب, ما عرفش, راح ماسك المساحات ودغدغها..

راجل عجوز الله يكرمه, كان واقف وبيتفرج, مسك الظابط وهزأه وأداله درس في الأخلاق, الظابط قعد يجعجع ويقول له "ما أنت أصلك مش عارف هو عمل إيه, أنا هطلع ميتين أمه, أنا هعرفه مقامه".

كل ده ومحدش طبعاً قادر يتكلم, كله واقف بيتفرج وخلاص...

روحت بيتنا, كنت بتكلم مع خطيبتي, وبحكيلها اللي حصل, وقعدت أعيط من الظلم, بس هي دي كانت آخرتها... أعيط.

Sunday, November 16, 2008

اللي حصل 1

عمرها حصلت معاك في مرة إنك تبقى في موقف, وتتخيل إنك عملت حاجة, وكان نفسك تعملها, بس ما عملتهاش؟
شخصياً, حصل الموضوع ده كتير قوي معايا, ودي شوية حاجات من اللي حصلت, حاجات عملتها في خيالي, والحاجات اللي حصلت فعلا
ً...


اللي ما حصلش:

راكب الميني باص ورايح العباسية, وواحد كان بياكل من كيس بسكويت, ولما خلص الكيس, رماه من الباب.

رحت مزعق بعلو صوتي "اقف يا اسطى" ونزلت جبت الكيس الفاضي ورجعت ركبت, واديته للراجل وقلتله "لما تلاقي صندوق زبالة ابقى إرميه فيه, بلاش ترميه في الشارع".

الراجل بصلي وهو محرج آخر حاجة, وحط الكيس في جيبه.

اللي حصل:

راكب الميني باص ورايح العباسية, وواحد بياكل من كيس بسكويت, ولما خلص الكيس, رماه من الباب.

رحت باصلله والغيظ هياكلني, والسواق كمل طريقه.

اللي ما حصلش:

راكب الميكروباص ومروح بيتنا, وطول ما احنا ماشيين السواق بيقول للي بيركب همشي على طول, مش هقف في السكة, وواحد ركب عند وهينزل في نص السكة.

لما السواق عرف, قال له ما أنا قلت اني مش هقف في النص, رد الزبون وقال له مفيش حاجة إسمها مش هتقف, أنا دافع أجرة وهنزل مكان ما أنا عايز, وقل أدبه وكانت هتقوم خناقة والسواق وقف وما رضيش يتحرك من مكانه.

رحت أنا ماسك الزبون ومهزأه, قلت له إن الغلط عليه, عشان هو السواق ماشي في سكة, عربيته وهو حر فيها, وإنت سمعت الكلام قبل ما تركب, ومعنى إنك ركبت إنك موافق, يعني ملكش حق بعد كدة تشتكي ولا تقول حقك ومش حقك, لأنك غلطان من الأول.

الراجل أقتنع, واعتذر للسواق, والسواق ذوقياً كمل طريقه ونزل الزبون في المكان اللي هو عايزه.

اللي حصل:

راكب الميكروباص ومروح بيتنا, وطول ما احنا ماشيين السواق بيقول للي بيركب همشي على طول, مش هقف في السكة, وواحد ركب عند وهينزل في نص السكة.

لما السواق عرف, قال له ما أنا قلت اني مش هقف في النص, رد الزبون وقال له مفيش حاجة إسمها مش هتقف, أنا دافع أجرة وهنزل مكان ما أنا عايز, وقل أدبه وكانت هتقوم خناقة والسواق وقف وما رضيش يتحرك من مكانه.

أنا فضلت حاطط عيني في الجرنال بقراه, ومستني السواق يتحرك أو أي حد من الزباين يتكلم, أنا مفياش دماغ أرغي وأكيد الزبون المتخلف مش هيعجبه كلامي, ففضلت ساكت لحد ما مشينا تاني وطول السكة خناق ووجع دماغ.

اللي ما حصلش:

ماشي في ميدان التحرير لوحدي, كنت راجع من مشوار, وفي وسط الزحمة, وكالعادة, سمعت شابين بيعاكسوا واحدة بنت ومش راحمينها.

رحت واقفلهم, ولسة بقول لهم "احترم نفسك انت وهو", راح واحد رادد عليا "وانت مال أهلك"...

أسيبه؟ لأ طبعاً, رحت ماسكه ورازعة في الأرض وهاتك يا ضرب في وشه لحد ما بقى شوارع, جه صاحبه يحوش, الناس اللي حواليا ربنا يباركلها مسكوه هو كمان ورنوه علقة محترمة.

وبعد خمس دقايق لقينا ظابط وكام عسكري في المكان, راحوا واخدين العيلين معاهم على القسم, وشكرونا ومشيت بعد ما اتأكدت ان البنت ركبت والحمد لله.

اللي حصل:

ماشي في ميدان التحرير لوحدي, كنت راجع من مشوار, وفي وسط الزحمة, وكالعادة, سمعت شابين بيعاكسوا واحدة بنت ومش راحمينها.

ببص حواليا, لقيت الناس بتتفرج, ومعجبة قوي بخفة دم الشحطين, لا وكمان, كام واحد دخل معاهم في الليلة وبقت هيصة.

كل ده وكان فيه ظابط واقف بينظم المرور في المنطقة, لا اتكلم ولا أتحرك...

لقيت الميركوباص قدامي, رحت راكب وأنا بقول "ملعون أبوها بلد".