إنتهت رحلتي التي لم تدم إلا يوماً في ظل الأفعى, الرواية الأولى ليوسف زيدان, انتهت بمتعة دامت من الصفحة الأولى حتى الثمالة, وكانت بالحق مُدخَلاً شيقاً إلى عالم طالما همت به عشقاً, وأضنيت نفسي مُحاوَلَةً للوصول لأسراره, ولا أزعم أني أفلحت, وما أظنني يوماً مفلحاً.
لطالما استهوتني الأفاعي والثعابين, وكنت أرى في هذه الكائنات عظمةً وسمواً وسحراً تضفي عليها نبلاً تستحقه, وجمالاً ليس الكل مدركه, ولربما لم أُكِنُّ هذا الإعجاب لمخلوق إلا للأفاعي, والقطط, والنساء.
وجائت "ظل الأفعى" لتجلو ما كان عني خافياً, ولكأنني لم أتخلص بعد من بدائية الفكر القديم, فظلت دوماً قابعة بأركان العقل الصورة القديمة للمرأة, والتي اتخذت من الأفعى رمزاً, أو لعلها الأفعى هي من التقطت من المرأة صفاتها, النعومة, القسوة, الرقة, القوة, الجمال, الرهبة, ولا أجرؤ على قول الغدر, فقد بِتُّ مقتنعاً أنا ما وصفت الأفعى بهذا الوصف إلا ليعود الوصف اللعين على المرأة, في زمن أغبر, علا فيه الرجل على المرأة جسداً لا روحاً, حين أراد الكائن الأدنى الحط ممن كانت من قبل ربته, فخلع عليها ما لا يليق بها من الصفات, وكأنه أرد بالإنتقاص منها إعلاء روحه المهمشة في فضاء المرأة الواسع.
لا أدري هل أتحدث عن الرواية أم أتحدث عن نفسي, فإني لأجد أن كل ما قد أقول قد قيل وفُصِّلَ وشُرِحَ باستفاضة بين دفتي الكتاب, بداية بالنظرة الدنيئة لرجل كان شغله الشاغل هو الوصول لامرأته على سريره, ولم يلق يوماً بالاً بالوصول إلى روحها, ولم ير فيها إلا جسداً شهياً, يشبع له الرغبة كلما واتته الفرصة دونما اعتبارٍِ لها.
استُعرِضَت في صفحات الكتاب العديد من الترانيم البابلية والفرعونية التي قيلت في تمجيد عشتار وإيزيس, وكيف أنهن كن الأصل, وفي فترة متأخرة, ظهرت آلهة أخرى ذكورية أقصتها عن موقعها الأصلي.
الكتاب تجربة تاريخية رائعة, لا أستطيع اختزالها فأُقلُ من قدرها, لذا أدعو كل من قرأ كلماتي هذه لقراءة هذه الرواية, والإستمتاع مضمون.
إلى رَبَّةِ الأشياءِ كُلَّها
سَيَّدَةِ السماءِ والأرضِ, عَشْتَارَ
المالكةِ
التي سَارَت في العَمَاءِ المخيفِ,
فأَوجَدَتِ الأشياءَ بالمحبَّة.
(ترنيمة بابلية, القرن 17 ق.م)
لطالما استهوتني الأفاعي والثعابين, وكنت أرى في هذه الكائنات عظمةً وسمواً وسحراً تضفي عليها نبلاً تستحقه, وجمالاً ليس الكل مدركه, ولربما لم أُكِنُّ هذا الإعجاب لمخلوق إلا للأفاعي, والقطط, والنساء.
وجائت "ظل الأفعى" لتجلو ما كان عني خافياً, ولكأنني لم أتخلص بعد من بدائية الفكر القديم, فظلت دوماً قابعة بأركان العقل الصورة القديمة للمرأة, والتي اتخذت من الأفعى رمزاً, أو لعلها الأفعى هي من التقطت من المرأة صفاتها, النعومة, القسوة, الرقة, القوة, الجمال, الرهبة, ولا أجرؤ على قول الغدر, فقد بِتُّ مقتنعاً أنا ما وصفت الأفعى بهذا الوصف إلا ليعود الوصف اللعين على المرأة, في زمن أغبر, علا فيه الرجل على المرأة جسداً لا روحاً, حين أراد الكائن الأدنى الحط ممن كانت من قبل ربته, فخلع عليها ما لا يليق بها من الصفات, وكأنه أرد بالإنتقاص منها إعلاء روحه المهمشة في فضاء المرأة الواسع.
لا أدري هل أتحدث عن الرواية أم أتحدث عن نفسي, فإني لأجد أن كل ما قد أقول قد قيل وفُصِّلَ وشُرِحَ باستفاضة بين دفتي الكتاب, بداية بالنظرة الدنيئة لرجل كان شغله الشاغل هو الوصول لامرأته على سريره, ولم يلق يوماً بالاً بالوصول إلى روحها, ولم ير فيها إلا جسداً شهياً, يشبع له الرغبة كلما واتته الفرصة دونما اعتبارٍِ لها.
استُعرِضَت في صفحات الكتاب العديد من الترانيم البابلية والفرعونية التي قيلت في تمجيد عشتار وإيزيس, وكيف أنهن كن الأصل, وفي فترة متأخرة, ظهرت آلهة أخرى ذكورية أقصتها عن موقعها الأصلي.
الكتاب تجربة تاريخية رائعة, لا أستطيع اختزالها فأُقلُ من قدرها, لذا أدعو كل من قرأ كلماتي هذه لقراءة هذه الرواية, والإستمتاع مضمون.
إلى رَبَّةِ الأشياءِ كُلَّها
سَيَّدَةِ السماءِ والأرضِ, عَشْتَارَ
المالكةِ
التي سَارَت في العَمَاءِ المخيفِ,
فأَوجَدَتِ الأشياءَ بالمحبَّة.
(ترنيمة بابلية, القرن 17 ق.م)